طفلتي الأولى.. رواية وادي سيل
كل الكُتاب يتعاملون مع أعمالهم وكأنهم أولادهم، ورواية وادي سيل هي باكورة
أعمالي، وطفلتي الأولى، أتذكر وقتها منذ 6 سنوات أو أكثر أني قررت تأليفها لسببين:
الأول: أن تكون تجربة تمهيدية لمعرفة رأي القراء في هبه مرجان ككاتبة قصصية
وروائية قبل الشروع في تأليف كتابي "إمبراطورية زركون"؛ فأغلب الكُتاب
الصحفيين يبرعون في كتابة المقالات إلا أنهم لا يستطيعون تأليف قصة من خمس سطور،
وهذا لا يقلل من شأنهم بالعكس هذا دليل على شخصيتهم الواقعية، وبما أني شخصية ذو
خيال خصب أو هكذا يصفوني؛ لذا قررت انتهاز الفرصة والبدء في تأليف شيء يأخذ من
القصة شخصياتها، ومن الرواية حبكتها، ومن السيناريو واقعيته ومنطقه، وقد كان وكتبت
رواية وادي سيل على جزأين.
السبب الثاني: يرجع لشغفي بدول شرق أسيا، وحبي للسفر، ومعرفة ثقافات الشعوب
وعاداتها، ولهذا ستجدون في رواية وادي سيل تنوع ثقافي وحضاري لن تجدوه في أيّ
رواية أخري؛ لأن ببساطة الرواية تعتمد على تنقل الشخصيات بين عواصم العالم، وكيف
تربطهم المصالح المالية، وكيف يؤثر الاقتصاد على خريطة العالم الآن.
الجزء الأول من رواية وادي سيل:
لن أسرد لكم تفاصيل الجزء الأول لأني لا أحب أن يكشف أيّ شخص عن أحداث أيّ رواية أو كتاب قبل قراءته؛ لذا سأترككم مع كلمتي التي كتبتها للقراء في أول صفحات الرواية كما يلي:
رواية وادي سيل هي فن جديد من الأدب لا يتسابق فيه المؤلف
لنيل احترام القارئ بسبب قوة بلاغته و تعبيراته اللغوية.
على الرغم من مقدرة المؤلفين على الدمج بين قوة الأسلوب ودقة
التشبيه وفتح المجال للخيال إلا أن العقل البشري قد يركز على شيء و يتجاهل
الأخر تمامًا .
ومن الصعب أن تجد عمل أدبي يحوي المواصفات المثالية من حيث
تناغم اللغة ووصف الخيال و سرد الواقع، ربما مع الممارسة والتي تتطلب
تكريس جل وقتك من أجل الكتابة فقط ولا شيء غيرها.
وفي رواية وادي سيل سأختبر مع القراء كل شيء، عدا البلاغة
والسجع والتورية.
وسأخرج من ثوب الفصحى، وعامية المثقفين اللذان أعتدت عليهما
في كتاباتي البحثية والصحفية، لأرتدي وبكل حرية ملابسي الكاجوال وأتجول معكم
بين بلدان شرق أسيا، وأوروبا، وأمريكا بالعامية المصرية.
وأعلم يقيناً أن لا أحد
سيقرأ تلك الرواية مرتين، كما أفعل أنا مع كتاب فن الحرب، الكتاب الجدير بالقراءة
مرارا وتكرارا.
وهذا ما أصبو إليه حقاً، أن تكون الرواية مثل قصص الأطفال
تبدأ وتنتهي سريعاً لكنها تترك في نفوسهم قيم و مبادئ لا تتزعزع مع مرور الأيام.
وستجدون بين سطور الرواية اختبار حقيقي للصداقة و مواقف عديدة
تُبرز التضحية ورد الجميل ومشاعر إنسانية كثيرة افتقدناها.
أبطال الرواية ليسوا ملائكة ولا حتى شياطين، هم في النهاية
بشر، والبشر يخطئون..
ربما فيما بعد يُصلحون، وربما يستمرون في طغيانهم يعمهون.
و اختياراتي في الرواية دعمت، و حتى النهاية الاحتمال الأول
"إصلاح الخطأ" ربما نبع هذا من مبدئي في الحياة بأن "من أفسد شيء؛
فعليه إصلاحه"، أو ربما أردت أن أُحقق العدالة الإلهية و أنقذ المشاعر الإنسانية
التي دفنها البشر تحت تراب الطمع والحقد والكراهية.
في افتتاحية الرواية لن يجد القارئ أي معلومات عن أبطال الرواية،
لسببين: أولهم تحقيق عنصر المفاجأة، فكما تُفاجئنا الحياة بشخصيات جديدة نقابلها يوما
بعد يوم ستُفاجئنا الرواية أيضًا بشخصياتها الجديدة، ومع الوقت سنتأقلم مع أبطالها،
أما السبب الثاني فيكمن في عدم اكتمال الجزء الأخر من الرواية، وبالتالي
لا نستطيع غض الطرف عن باقي الشخصيات المؤثرة التي ستظهر في أحداث الجزء
الثاني.
ولأن الحياة لا تسير على خط مستقيم دائما، ولابد أن تمر بحاجز
الأقدار؛ لذا استعدوا قرائي الأعزاء لرؤية الأقدار المتشابكة في الرواية، وتحلوا بالصبر،
و لا تُصدروا أحكام مسبقة بشأن الأبطال؛ لأن في اللحظة التي ستضع فيها أخر قطعة بازل
في الرواية، ستكتشف أنك شكلت صورة البازل على إطار صورة أخري تماماً.
أعلم أني شوقتكم لقراءة الجزء الأول من وادي سيل، وشجعتكم أكثر على قراءة
الجزء الثاني؛ لهذا السبب أوعدكم بأن المقالة الجديدة ستكون عن الجزء الثاني من
الرواية، وقبل أن أترككم بخفي حنين سأعطيكم رابط الجزء الأول من رواية وادي سيل
لكي تستمتعوا بقراءته لحين موعد نشر المقالة الجديدة.
رواية وادي سيل (الجزء الأول) للكاتبة هبه مرجان
ليست هناك تعليقات