Header Ads



فن الحرب

 



في البداية قمت بتحميل كتاب صن تزو، وقرأته "بي دي اف"، ولكن منذ عام أو أكثر تقريبًا ذهبت في صباح أحد الأيام، وكان يوم ممطر في أواخر الشتاء لمكتبة الشروق في سيتي ستارز لشراء كتاب أحمد الدريني "قميص تكوية امرأتان"، وأنا من الشخصيات التي تسير وفقًا للخطة الموضوعة يعني يومها على الرغم من الأجواء المشجعة على شرب كوب قهوة أمام نافذة تُغطيها قطرات المطر إلا أني ذهبت للمكتبة مباشرة لشراء كتاب الدريني عوضًا عن الاستمتاع بتلك الأجواء التي لا يعرف قيمتها غير الحالمون والكُتاب الغارقون في بحور الأفكار.
حينها أخذت كتاب الدريني ولكني وجدت كتاب يوتوبيا وبجواره كتاب فن الحرب لصن تزو، وقتها لم أفكر في شيء سوى الاستيلاء على تلك الكنوز، أخذت شنطة الكتب وكانت خائفة من أن يلمسها أحد المارة بجواري أو أن تُصيبها أيّ كرمشة، حضنت الشنطة في السيارة وأبعدتها عن قطرات المطر المُتسللة من النافذة، وبعد وصولي للمنزل جلست أمام الكُتب كمن ينظر لصورة شخص يحبه، وتساءلت هل أعقم يدي الأول قبل فتح الورق البلاستيك الذي يُغلفها أم أتركها ببريقها ولا ألمسها؟ ولكن فضولي جعلني افتحها ومن وقتها وكتاب فن الحرب من الكتب التي لا تفارق ناظري لأنه ببساطة ليس بكتاب يتحدث عن الاستراتيجيات فحسب بل هو دستور كامل يساعد البشر على النجاة في الحياة.
هل سمعتم عن مقولة "أعمل في صمت ودعّ نجاحك يُحدث الفوضى"؟؟ تلك المقولة قالها صن تزو حينما أشار لخداع العدو قائلًا: أحدث ضوضاء في الشرق وأهجم من الغرب، لا أريد التحدث باستفاضة عن تفاصيل الكتاب؛ لأني أؤمن أن كل من سيقرأ مراجعتي هذه سيبحث عن كتاب فن الحرب ويُبحر في سطوره ليعرف لماذا غيرت خططي من أجله، وخفت عليه حتى من أصابع يدي.
كتاب فن الحرب يجب أن يدرسه البشر في الجامعات ليستطيعوا التعامل مع الحياة وتحدياتها.

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.