قصص قصيرة (القصة الأولى- قطة قتلت أبني)

 

 

منذ ما يقرب من 100 عام كانت هناك مقابر قديمة بجوار شارع الصحة بالمطرية، حينها كان الصبي في السابعة عشر من عمره، وكان يذهب للعمل ويعود في وقت متأخر من الليل، وفي أحد الأيام انهار منزل عروسين بالقرب من مكان عمل الصبي، ومنذ ذلك الحين ظهرت قطة من العدم وظلت تترصد الصبي، وتسير بجواره وتتودد إليه لدرجة أنها كانت تقوم بإيصاله لمنزله كل يوم بعد انتهائه من عمله.

تعجب الصبي وأخبر والدته بقصته مع القطة؛ فأخبرته الأم آلا يؤذيها، وقالت له: لا تؤذيها يا بني لأنها ممكن تكون روح، ولكن الابن لم يستمع لتحذيرات والدته، وأستاء من القطة حينما سارت معه في الظلام وظلت تتجول بين رجليه، وكأنها تشعر بالأمان والألفة تجاهه إلا أن الصبي غضب منها وضربها برجليه، وأبتعد عنها وذهب لمنزله ركضًا.

بعد أيام قليلة مرض الصبي مرضًا شديدًا، وأحتار الأطباء في علاجه، وبدأ الصبي يتصرف تصرفات غريبة، ويذهب مع والدته لمكان تربية البط والإوز ويطلب منها أن تذبح له بطة ولكن بعد طهوها لا يأكل منها شيئًا، واستمر على تصرفاته تلك حتى جاءت القطة لوالدته في الحلم، وقالت لها: "ابنك ضربني وأنا حامل وأذى ابني، فلو ابني عاش ابنك هيعيش ولو ابني مات ابنك هو كمان هيموت" واستيقظت الأم وهي تشعر بالقلق الشديد على أبنها، وبالفعل توفى الصبي بعد أيام قليلة، ومنذ ذلك الحين اعتادت الأم على تربية القطط والعطف عليها، وبالرغم من إنها مُتدينة وتعلم يقينًا أن الأعمار بيد الله وحده إلا أنها لم تنسى أبدًا حكايتها مع تلك القطة، وظلت تسرد حكاية أبنها مع القطة لأولادها ولأحفادها، قصة بدأت بقطة تعلقت ببشري؛ فخذلها وقتل صغيرها فقتلته، قصة القطة التي قتلت أبني.