Header Ads



6 أكتوبر جعلتني بطلة قومية

 




6 أكتوبر جعلتني بطلة قومية

هل رأيتم من قبل أطفال يستغلون نصر أكتوبر لصالحهم؟ هكذا فعلت أنا وأخوتي وأصدقائنا في الإذاعة المدرسية، دعونا الآن نتجول بآلة زمني السحرية ونتجول في عام 2003 قليلًا.

في هذا العام كنا نحتفل بمرور ثلاثون عامًا على نصر أكتوبر، وبما أن الإذاعة المدرسية كانت شيء مُقدس في المدرسة الابتدائية؛ لذا كنا نتصارع في الفصل على من سيُلقي الأخبار ومن سيكون مُقدم الإذاعة...الخ تلك الأدوار التي كانت تُشعرنا أننا حُماة المستقبل وأبطاله، قادته وجنوده، ولكن لم يتخيل المُعلم المسئول عن الإذاعة المدرسية أن عائلة مرجان ستقلب النصر واحتفالاته لأسطورة من نوع آخر، أسطورة مليئة بالكوميديا والمصالح التي لا يعلمها سوى هؤلاء الأطفال.

دعونا نبدأ بأصغر فرد في عائلة مرجان، أخي الصغير، هذا الطفل الذي حُرم من الإذاعة المدرسية مدى الحياة بسبب ورقة.

كان أخي مُقدم فقرات الإذاعة قبل أجازة 6 أكتوبر مباشرة، وكانت مهمته قراءة أسماء زملائه، مُقدمين الفقرات المختلفة، فقرة الأخبار، المقولة اليومية، النصائح...الخ.

حفظ كل شيء، ولكن الورقة الثانية ضاعت منه، وتبقت معه الورقة الأولى، وكانت عبارة عن افتتاحية الإذاعة والإعلان عن أول ثلاث فقرات فيها، وأسماء أصحابه المسئولين عن قراءتهم، وبما أن الورقة الثانية ضاعت منه؛ فتصرف أخي على الفور وبمنتهى البراءة، وقال: شكرًا لاستماعكم للإذاعة كان معكم أحمد شعبان.

طبعًا لكم أن تتخيلوا ماذا فعل أصدقائه به حينها، أولًا وقبل كل شيء ذهبوا يبْكُون للمسئول عن الإذاعة، وقالوا: أحنا فضلنا طول الليل نحفظ هنقول إيه وأحمد خلص الإذاعة قبل ما نتكلم، وطبعًا على إثر تلك الحادثة تم حرمان أخي العبقري من الصعود على المسرح نهائيًا لحين تخرجه من المدرسة الابتدائية.

هل تعلمون لماذا عُوقِب أخي بهذا العقاب؟ لأن الإذاعة يتم تقديمها بالدور، ولحين مجِيء الدور على فصل أخي مجددًا سيكون العام الدراسي بأكمله قد انتهى بالفعل، وبهذا تكون الفرصة الوحيدة التي أُتيحت لهم للوقوف على المسرح في هذا العام قد ضيعها أخي عليهم، وذهبت أدراج الرياح.

لنذهب سريعًا لأختي الكبرى، ولكن سننتقل بالزمن ليوم الثلاثاء 5 أكتوبر 1999 حينها كان دورها في الإذاعة أداء أغنية جماعية مع كل مُقدمين فقرات الإذاعة، وكانت هي البطلة (المغنية الرئيسية) والباقي كانوا كورال، حينها اختار مسئول الإذاعة لهم أغنية الراحل عبد الحليم "عاش اللي قال"... لكم أن تتخيلوا مدى استيائي لعدم وجود هواتف حديثة حينها؛ ففيديو كهذا لو كان بحوزتي الآن لاستخدمته حتمًا كوسيلة ضغط عليها لابتزازها، ولكن تأخر التكنولوجيا في التسعينيات أنقذها مني.

الآن دعوني أختم معكم جولة الماضي بما فعلته أنا في عام 2001، ولأخبركم من البداية -بلا غرور- نحن يا سادة نختلف عن الآخرين.

لا أعرف بالضبط لماذا يختارون أفراد عائلة مرجان للمشاركة في الإذاعة إِبّان احتفالات أكتوبر! ربما يكمن السبب في ما فعلته أختي، والروح الحماسية العالية التي أظهرتها أثناء غنائها لأغنية عاش اللي قال للرجال عدوا القناة، ولكن السبب المؤكد أنهم أعطوا فرصة لأخي ليكون مُقدم لفقرات الإذاعة وليس مشاركًا في أداء أغنية عن الحرب يعود للكارثة التي فعلتها بالمدرسة صبيحة الخميس 4 أكتوبر 2001 وقتها اختاروا أغنية تليق بملامحي الصغيرة التي تنتمي لمواطني شرق أسيا أكثر من انتمائها لطفلة جذورها من أبو سمبل، وكانت الأغنية "أنا بكره إسرائيل" للراحل شعبان عبد الرحيم.

كانت أول حصة دراسية على مستوى المدرسة كلها عبارة عن حصص للتسميع سواء تسميع جدول الضرب أو كلمات اللغة الإنجليزية أو أيّ عذاب سيزيفي يبدأ به المُدرسين اليوم ليكدروا الأطفال، ويتخلصوا من طاقتهم السلبية وعُقدهم النفسية من خلال ضرب الأطفال التي تعجز عن التسميع.

المهم أصبحت أسطورة المدرسة، وبطل قومي لكل الأطفال المغمومين بعدما ضيعت الحصة الأولى كلها، وأنا بغني أنا بكره إسرائيل، تارة أنظر لساعتي، وتارة أخرى أنظر لملامح الطلاب الذين وقفوا لطلب النجدة مني، نظراتهم كانت ترجوني للإطالة قدر استطاعتي، ولهذا كررت جملة أغنية بكره إسرائيل وإيييييه لأكثر من عشرين مرة تقريبًا، واستطعت بذكائي اقتحام خطوط العدو وتخطي الحصة الأولى بنجاح بعدما أفقدت العدو توازنه، وأصبت كل المدرسين بصداع نفسي، وهكذا جعلتني 6 أكتوبر بطلة قومية.

 

 

 

 

 


 

 

 

 

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.