Header Ads



العفاريت العاشقة للصابون

 




العفاريت العاشقة للصابون

في منتصف أغسطس أخبرها الدكتور أن موعد عملية استئصال الطحال قد تحدد بالفعل، وستُجرى العملية في مستشفي أبو الريش الجامعي، لكن يتوجب عليها أولًا إجراء خطوة قبل العملية تعرف بــ "بزل النخاع"، فاستفسرت والدتها عن ماهية تلك الخطوة فأخبرها أحد الأطباء أنها عينة من النخاع ستؤخذ من الرأس أو الظهر، وحينها خافت الأم أن يقص الأطباء شعر ابنتها فقالت: "لو سيقصون شعرها سأسرحه جيدًا وسآخذ ضفيرتها وأحتفظ بها"، ولكن الله أستمع لدعائها وتم أخذ العينة من عظمة الحرقفة بالقرب من منطقة تُعرف بــ"The iliac crest"، وبعيدًا عن المصطلحات الطبية، وعلى الرغم من مرور الطفلة بكل تلك الأحداث في عامها الثالث عشر إلا أنها لا تزال تتذكر أن خطوة بزل النخاع أُخذت من العظمة الجانبية أسفل ظهرها.

انتهت مرحلة بزل النخاع، ولاحقًا ذهبت الطفلة للمستشفي لإجراء العملية، ولكن والدتها لم تخبرها عن موعد العملية مُطلقًا، وبحثت الأم عن حمام نظيف لها ولطفلتها بعيدًا عن الحمامات الأخرى المزدحمة وبالفعل وجدت حمام نظيف تمامًا لا يدخله أحدًا قط؛ لهذا قررت الأم أن تأخذ الطفلة إليه، وبالفعل مضت أيام قبل العملية كانت الأم وابنتها يستخدمون هذا الحمام لغسل ملابسهم ولقضاء حاجتهم وحتى للاستحمام، على الرغم من عدم وجود ضوء بداخله ينيره في الليل سوى أضواء السيارات المارة فوق الكوبري، والتي تنعكس أنوارها على الحمام، كان الحمام نظيف وفارغ لدرجة أن الأم وابنتها شعرنا كما لو أن حظهم السعيد أعطاهم تلك الجائزة كي لا يضطروا لمزاحمة المرضى الآخرين على دخول الحمامات الأخرى، ولكن المضحك هو ما كان يحدث معهن؛ فكلما ذهبن للاستحمام كان الصابون يختفي، وقتها تخيلت الأم أنها نسيت إحضار الصابون، وقالت لابنتها: انتظري هنا سأذهب لأحضر الصابون، وبالفعل تركت ابنتها وذهبت لإحضار صابونه أخرى، وبعد أسبوع أجرت ابنتها العملية وذهبت الأم مع والدة أحد الأطفال المرضى للحمام، ولكن المفاجأة أنها عرفت السبب الذي دفع الجميع للابتعاد عن هذا الحمام بالتحديد، والسبب أنه مسكون ومليء بالعفاريت عاشقة سرقة الصابون.

   

 


ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.