سأجدد روحي من أجلك
سأجدد روحي من أجلك
كانت أمي تبحث عن شيء تحت سرير غرفتها، وفجأة قالت: ليه يا هبه الناس بتخاف
منك، وبتخاف تقربلك؟؟ تفاجئت من حديثها، وقلت: ناس مين؟؟ ردت: أي واحد عايز يتقدم
لك بتصديه لدرجة أنه بيخاف حتى يتكلم معاكي، وحينها تساءلت حقًا لماذا أظهر ردة
فعل عدوانية تجاه بعض الرجال الذين يبدون رغبتهم في التقرب مني لغرض الزواج، وبدأت
أفكر في قصة حبي الأولى وحبيب طفولتي"سيف"، وكيف تجاهلته على الرغم من
وقوفه بجواري ودفاعه عني أمام الأستاذ الشرير الذي ضربني على يدي، أتذكر أنه قال
له حينها: أضربني بدلًا منها، وأتذكر أنه وقف أمام الطبيبة، ومنعها من إعطائي
التطعيم إلا بعد استشارة طبيبي المعالج، كل هذا جعلني أدرك ماذا يعني أن يهتم رجل
بامرأة حتى ولو كان طفل؛ لهذا لم أتخيل قط أن أحظى بشخص مثله مجددًا، ولم أضع أي
رجل في كفة مقارنة معه؛ لأنه كان ولا يزال حبيبي الأول والأخير، ولكن ماذا أفعل مع
أمي؟؟ كيف أخبرها أني لم أتخطى حب طفولتي حتى بعد مرور أكثر من عقدين على فراقنا؟؟
ولكن مؤخرًا بدأت تراودني أحلام غريبة عن شخص لا أتذكر ملامحه جيدًا ربما
لأنه يأتيني بهيئة مختلفة في كل مرة يزورني فيها، وعلى الرغم من عدم تذكر ملامحه
أو حتى صوته إلا أن مشاعري تجاهه في الحلم تجعلني أستيقظ بسعادة غريبة، وفهمت منذ
ذلك الحين ما هو سر تعلق المرأة بأيّ رجل، والسر هو "الإحساس بالأمان"؛
فكلما شعرت المرأة أن وجودها بجواره يكفيها عن الدنيا وما فيها، وأنه قادر على
حمايتها حتى من تعاستها وخوفها كلما وقعت في حبه أكثر.
وبما أن أحلامي أذابت الجليد بيني وبين هذا الرجل الغامض الذي يأتيني كل
مرة بهيئة مختلفة؛ لذا أدركت أن حل مشكلتي أن أصطدم بك في حياتي بعد اعتيادي على
وجودك في أحلامي، و أوعدك سأجد حل لشخصيتي العدوانية، وسأجدد روحي من أجلك.
ليست هناك تعليقات