Header Ads



لا تعطوها دمي





لا تعطوها دمي

  

عانيت لأكثر من 20 عامًا من توأمي التي لا يربطني بها صلة دم سوى أن فصيلتها تتطابق مع فصيلة دمي وأسمها الرباعي مثل اسمي بالضبط؛ فكلتانا نحمل نفس فصيلة الدم (B+)، ونحمل نفس اسم الأب والجد وجد الجد، ولكنها ليست أنا على الرغم من تشابه الأسماء وفصيلة الدم.

أتذكر في عامي الأول بالجامعة أن أول شخص اتخذته قدوة في حياتي هو الصحفي مجدي الجلاد؛ لأنه أنقذ شخص من حبل المشنقة بعدما استمع لقصته وفهم أن ما قاده لهذا المصير الأغبر هو تشابه اسمه مع اسم القاتل، ومنذ ذلك الحين والقانون المصري لا يُحاكم المتهمين إلا بعد التأكد من اسم الأب واسم الأم معًا، وهكذا اعتبرت مجدي الجلاد مثلي الأعلى، ولم أعي وقتها لماذا أكننت له كل تلك المشاعر، ولكن لاحقًا أدركت أن البشر لا يتصرفون بمحض الصدفة ومشاعرهم لا تبدأ أو تنتهي إلا بوجود أسباب عميقة مدفونة في نفوسهم وتناسوها، وهذا بالضبط ما حدث معي فقصة هذا الشخص الذي كتب الله له النجاة على يد الجلاد كان يُذكرني بقصتي مع تلك التي تحمل نفس أسمي وفصيلة دمي.

وما زاد من كرهي لها أنها سبقتني يوم الأربعاء في تسعينيات القرن الماضي لمستشفي أبو الريش(موعد نقل الدم)، وأخذت بالخطأ كيس الدم الخاص بي، وبعد دقائق مرضَت مرض شديد؛ لأن كيس الدم ينتمي لصفائحي الدموية وللأجسام المضادة في جسمي، وفي تلك الأثناء جئت أنا لأجدها أخذت بعض المليمترات من كيس دمي، وعلى الفور بدلوا الأكياس وأعطوها دمها وأخذت ما تبقى من كيس دمي، وبعد انتهائي من نقل الدم مرضت أنا أيضّا مرض شديد، وكأنها لعنتي بسبب تشابك مصائرنا معًا.

ولكي تتفادى المستشفي هذا الخطأ في المستقبل قررت أن تُغير اسمي وتحذف اسم جدي، ومرت السنوات وتركت لها المستشفي بأكملها وذهبت لبنك الدم (الهلال الأحمر)، ولكنها لحقت بي، وحدث نفس الخطأ مجددًا، ولكن تلك المرة أنقذني القدر وأنقذها وكان الخطأ في رصيد حسابي، وقتها قلت لأطبائي أفعلوا ما شئتم بحسابي، ولكن لا تعطوها دمي. 

 

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.