الشَّكّ

 

 الشَّكّ

تركت كل شيء من أجله، وهو أيضًا غيّر دياناته من أجلها.

قررت السفر معه وتنازلت عن حياتها في مصر لتسافر معه سيول، أعلن عن إسلامه وكاد أن يفقد وظيفته بعد طوفان من النقد من المعجبين وأصدقائه في المهنة، ولكن لاحقًا هدأت الأمور، ولكن.

لحظة وصولهم سيول، وتحديدًا في مطار إنتشون الدولي استقبلهم شخصان فقط، وهم: مدير أعمال زوجها، وصديقه ولأول وهلة تبدلت ملامح صديقه، ولم يتخيل أن زوجة صديقه العربية تملك نفس روح وملامح حبيبته السابقة.

انتبه الزوج لنظرات صديقه لزوجته، ولكنه لم يكترث وتخيل أنه مصدوم من ملامحها القريبة من ملامح نساء سيول.

بعد سنة ذهب الزوج لحضور فعاليات حفل SDA"" جوائز سيول الدولية للدراما وترك زوجته في المنزل بمفردها بعدما لاحظ عليها الإعياء الشديد.

بعد مراجعة خطابه المُقرر إلقائه بعد فوزه بالجائزة سأله مدير أعماله عن السيناريو المُعدل فأجابه: أه نسيته، وحينها أخبر سائق السيارة بالعودة للمنزل، وحينما فتح باب منزله وقعت عينيه على مشهد أشد وطأة من الموت.

زوجته غائبة عن الوعي على الأريكة وبجوارها صديقه جالسًا على الأرض يراقبها في صمت، نظر إليه الأخير، وقال بهدوء لا يتناسب مع الموقف: لماذا عدت مبكرًا لم انتهي من تأملها بعد.

لم يستطع الزوج تركيب جملة واحدة بشكل صحيح لذا تقدم نحوه ببطء ونظر لزوجته الغائبة عن العالم، وقال لصديقه بغضب: ماذا فعلت بزوجتي؟

رد الأخير: أطمئن لم أؤذيها قَطُّ بالعكس أنا كنت معها دومًا في غيابك وحضورك.

ضحك الزوج، ولكن سرعان ما تبدلت ضحكته لملامح أسد أخذ غريمه فريسته، واقترب منه، وقال: ابتعد عن زوجتي وإلا... قاطعه صديقه: لا أخشى الموت يا صديقي، ولكن لو أردت قتلي فأفعلها الآن؛ فلاحقًا لن تتسنى لك الفرصة وستتبدل الأدوار.

قبل مغادرته نظر إليها ثم نظر لصديقه، وقال بثقة: اليوم زرعت بذرة الشك بداخلك وسأنتظر حتى يأتي غد لن تبقى فيه ذكراك بحياتها.