الساعة الرملية

 

الساعة الرملية

لم تتخيل شيراز أن الساعة الرملية ستكون السبب في كشفها أمام الجميع، ولكن عذرها الوحيد أن خداعها لهم كان نابع من خوفها على والدتها ولتحمي مستقبل أختها التوأم.

منذ خمس سنوات ذهبت شيراز لزيارة أختها التوأم شيري في أمريكا لإخبارها بنجاحها بتفوق في كلية الطب، وحينها ضحكت شيري، وقالت: ألستِ حمقاء؟ لماذا أهدرتِ سبع سنوات من حياتك في دراسة الطب بدلًا من دراسة القانون مثلي؟

بعد مرور ساعتين غادرت الأختين الحفل الذي نظمته شيري لشيراز، ولكن في طريق عودتهم اصطدمت سيارتهم بسيارة الأحمق الذي قاد سيارته بسرعة تحت تأثير المخدرات.

في المستشفى علمت شيراز أن شيري تعاني من غيبوبة تحولت فجأة لحالة إنباتية مستديمة persistent vegetative state لذا قررت شيراز أن تعيش حياة أختها شيري لحين عودتها مجددًا للحياة، وبالفعل عادت وأقنعت الجميع أن شيري عادت معها من أمريكا، خاصة والدتها التي كانت تنتظر عودتها من الغربة بفارغ الصبر؛ فلو علمت حينها أن ابنتها الكبرى ستفارق الحياة في بلد غريب فمن المؤكد أن تفقد شيراز الاثنين وترسل كلتاهما لحياة البرزخ معًا.

ذهبت شيراز لمقابلة ياسين بهوية شيري، ولكنها لم تعرف أنها قد تحل محل أختها في أيّ شيء عدا إقناع ياسين أنها حبيبته شيري؛ فمن أول وهلة لاحظ ياسين أن شيري مختلفة تمامًا، وشك في شيراز وتخيل أنها تريد إيقاعه في شباكها؛ لذا ذهب بساعة رملية جميلة لمنزلها وهناك جلس مع والدتها وحينما أعطاها الساعة الرملية أعجبت بها شيراز جدًا، وهنا وقف ياسين، وقال بغضب: ماذا فعلتِ بشيري، لماذا تأخذين مكان أختك؟

فكرت شيري وتخيلت لو قالت الحقيقة ستموت والدتها على الفور، ولو صمتت سيتأكد ياسين من شكوكه... لم تنبَس شيراز بِبِنتٍ شفةٍ، ومرت عليها اللحظات وكأنها دهرًا، وفي لحظة حسبتها لن تأتي أبدًا دخلت شيري من الباب، وقالت بغضب: لماذا تتحدث مع أختي هكذا؟ شيراز تخلت عن هويتها من أجل مستقبلي، حتى حبيبها أخفته عن الجميع لكي لا تراه معها وتحسبها أنا.