مدينة الأشباح.... القصة الثانية: مذبحة الكباش
مدينة الأشباح.... القصة الثانية: مذبحة الكباش
أحداث القصة خيالية،
ولا تمت للواقع بأي صلة، وأي تشابه في الأحداث أو الأسماء فهي محض مصادفة لا أكثر ؛فالقصة
من نسج خيال الكاتبة بأحداثها وشخصياتها من الألف للياء.
الشخصيات الرئيسية
في قصة مذبحة الكباش هم:
المحققان حسام
العربي، ويوسف ياسين .
والمسئولون المصريون،
وهم:
اللواء/ ياسر سليمان
من مديرية الأمن بالأقصر
اللواء/ صلاح صبري
من جهاز المخابرات العامة المصرية
اللواء/ علي محي
الدين، المسئول من الرئاسة
ود/علاء فرغلي
المتحدث باسم وزارة الآثار المصرية
(نهار داخلي-مديرية
الأمن بالأقصر.. اللواء ياسر سليمان يتحدث هاتفياً مع د/علاء فرغلي)
اللواء ياسر سليمان:
صباح الخير يا علاء، اللواء محي الدين كلمني، وبلغني أن الرئاسة حددت يوم الخميس القادم
كموعد نهائي لافتتاح طريق الكباش الجديد.
علاء فرغلي: تمام
سيادتك، كل شيء علي خير ما يرام.
ياسر سليمان: هل
أخبرت أصحاب البازارات بالقوانين الجديدة، وأكدت عليهم الالتزام بالزى الفرعوني؟؟
فرغلي: بلي، وجميعهم
أبدوا ترحيبا بالفكرة؛ لكن هل ما سمعته صحيح؟؟
سليمان: ماذا سمعت؟؟
فرغلي: هل حقاً
سيأتي اللواء صلاح صبري بنفسه للإشراف علي التجهيزات يوم الأربعاء؟؟
سليمان: طبعاً
سيأتي، آلم تدرك أهمية هذا الحدث حتى الآن، آلا تعلم أن العالم كله يترقب يوم الافتتاح.
فرغلي: أتفق معك
سيادة اللواء، أعتقد أن الخميس 24 فبراير 2022 سيكون يوم تاريخي بلا أدني شك.
(نهار خارجي-طريق
الكباش بالأقصر)
صباح يوم الخميس
24 فبراير 2022، احتشدت قوات الشرطة، ومدرعات الجيش المصري حول طريق الكباش، في حين
طوقت الطائرات الهليكوبتر المنطقة بالكامل، خاصة الطريق الواصل بين معبد الأقصر ومعبد
الكرنك.
المشهد كارثة بكل
المقاييس؛ وكأن قوة خفية أفسدت المنطقة الأثرية الساحرة، وحولتها لمدينة أشباح لا يوجد
فيها سوي أشلاء الجثث ورائحة الدماء.
المحقق حسام العربي(يوجه
حديثه ليوسف ياسين): مصيبة كبيرة، كيف حدثت كل تلك الفوضى؟؟
يوسف ياسين: معك
حق، أعتقد أن العقل المدبر لهذه الكارثة ليس شخص عادي.
العربي: شخص عادي!!
قول منظمة، المشهد ده مستحيل يكون من صنع شخص واحد أبداً.
ياسين: ألم تتوصلوا
لهوية الضحيتين بعد؟؟
العربي: أتريد
سماع الخبر الجيد أولاً، ولا الخبر السيئ؟؟
ياسين: هل تمازحني،
كيف سنحصل علي أي خبر جيد وسط تلك المعمعة؟؟
العربي: الخبر
الجيد هو أن الضحيتين ليسوا مصريين أو حتى لاجئين؛ لكنهم أثيوبيين.
ياسين(بصدمة):
ماذا؟!! من أثيوبيا .. بالله عليك هذا ليس وقت المزاح أبداً.
العربي: الضحية
الأولي يدعي”مكنن أززو”، والضحية الثانية يدعى” واسي سعري”، وكلاهما يحمل الجنسية الإثيوبية.
ياسين(ينظر حوله،
وكأنه يلتمس المساعدة من الأرض والسماء): إثيوبيا!! يعني كل البشر انقرضوا من علي الأرض
،ولم يجد هؤلاء الحمقى سوي مواطنين من إثيوبيا لقتلهم، أليس كذلك؟؟ ..بقولك يا عربي،
اتصل باللواء صلاح صبري، وبلغه أن الحادثة عمل إرهابي.
العربي: عمل إرهابي!!
أتعتقد أن الجريمة لها أبعاد سياسية؟؟
ياسين: حسام..
أهلاً بك علي الأرض يا عزيزي، آلا تعلم أن مصر وإثيوبيا علي خلاف منذ اتفاقية عنتيبي
في 2010.
العربي: بالطبع
أعلم، أزمة سد النهضة يعرفها كل المصريين حتى أطفال الروضة؛ لكن آلا تري أنك متشاءم
قليلاً.
ياسين(بنفاذ صبر
يأخذ بيد العربي ويشير لمسرح الجريمة): أنظر.. أنظر جيداً للخط المرسوم بالدماء ألا
تري شيء مميز فيه؟؟
العربي(ينظر بتمعن،
ثم يضع يده علي فمه، ويلتفت فجاءه لياسين وهو جاحظ العينين): ياسين.. الخط مرسوم بالضبط
كنهر النيل علي خريطة مصر.
ياسين: حمداً لله
علي سلامة الوصول، أخيراً انتبهت حضرتك!! .. الآن أيها المحقق العظيم، نحن أمام خط
مرسوم بالدماء علي هيئة نهر النيل بطول 2,700 كم، وضحيتين من إثيوبيا، وعلي كل تمثال
مكتوب كلمة “AUR“، أخبرني الآن هل بعد كل تلك المصادفات لا تزال
تعتقد أن هذا المشهد مجرد جريمة قتل عادية؟؟
(أثناء حديثهم ينظرون وإذا بطائرة هليكوبتر قد هبطت
بالقرب منهم، نظر كلاهما بدهشة وإذا بعلي محي الدين يقترب إليهم)
ياسر سليمان(يقترب
من ياسين والعربي، ومعه محي الدين): ياسين.. عربي، أدوا التحية للواء محي الدين.
ياسين(بعد أن أدي
التحية هو والعربي يتساءل): أهلاً وسهلاً سيادة اللواء، سيادتك المسئول من رئاسة الجمهورية
لمتابعة تطورات الحادثة، أليس كذلك؟؟
محي الدين(يجيب
،وهو ينظر لمسرح الجريمة): بلي، أخبروني إذن عن رؤيتكم للحادثة، ومن العقل المدبر لتلك
المهزلة؟؟
ياسين: للأسف يافندم،
الموضوع له أبعاد سياسية خطيرة؛ لأنك-كما تري-فسلاح الجريمة مفقود، ومن المحتمل أن
سبب الوفاة كان عبارة عن هجوم من حيوانات مفترسة، وكل هذا بخلاف خط الدماء الموجود
وسط طريق الكباش، ومرسوم بنفس خط نهر النيل علي الخريطة، وطبعاً لا نستطيع أن نتجاهل
كلمة”AUR“، المكتوبة بالدم علي كل تماثيل الكباش.
محي الدين(بغضب):
ماذا تعني؟؟
ياسين: مع الأسف
يافندم حادثة اليوم تتجاوز صلاحيتنا، ولابد أن تتعاون أجهزة الدولة لإنهاء تلك المأساة،
وفي مقدمتهم المخابرات العامة.
محي الدين: المخابرات!!
أسمعت هذا الهراء يا سليمان، هل كل محققين الشرطة لديك هكذا؟؟ يفوضون مهامهم لغيرهم..
يتابع محي الدين(يوجه
حديثه لياسين ويسخر منه): يا بني إذا كنت فاشل ممكن نجيب غيرك؛ لكن فكرة أنك تدخل المخابرات
في جريمة قتل بسيطة زى دى؛ فده في حد ذاته عيب في حقكم، وبعدين أنت فاكر أن المخابرات
فاضيه للتفاهات دي.
ياسين: للأسف يافندم
الأمور أخطر مما تتصور، علي العموم عاجلاً أو أجلاً ستصدقني؛ لأن العقل المدبر لتلك
المجزرة مستحيل يكتفي بضحيتين فقط، وأكيد لن يترك عمله ناقصاً.
سليمان: ماذا تعني
يا بني؟؟
ياسين: أعني أن
الضحيتين الأثيوبيتين لن يكونوا أخر ضحاياه، هم فقط البداية…
****
(نهار داخلي مكتب
المحقق يوسف ياسين بمديرية أمن الأقصر)
العربي: آه صحيح
أنت لم تخبرني قط لماذا تركت منصبك في القاهرة وجئت للعمل في الأقصر؟!!
ياسين(يتنهد، وكأنه
يسترجع الذكريات): لأن عملي في القاهرة عرض حياة أحبائي للخطر؛
فلم يكن أمامي
سوي تشتيت نفسي بحمايتهم أو البعد عنهم للتركيز علي عملي فقط،
وفي نفس الوقت
بعدي عنهم هو أفضل حماية ليهم.
العربي: معك حق،
هل ستخبرني الآن ماذا حدث بينك وبين اللواء محي الدين، واللواء سليمان؟
تعبيراتكم أنتم
الثلاثة كانت مرعبة لما كنتم بتتكلموا سوا.
ياسين: أخبرته
بتكهناتي أن الحادثة لها توابع، وأننا لابد أن نستعين بالمخابرات؛ لكنه استاء واعتبرني
فاشل.
العربي: وهو أنت
فعلا متأكد أن في توابع للحادثة؟؟
ياسين: بكل تأكيد؛
لكن مهمتنا الأساسية الآن هي التعرف علي الأدلة وتحليلها، وأولهم كلمة AUR.
العربي: لا تقلق
لقد أخبرت د/علاء بالفعل، وطلبت منه إحضار عالم آثار مصري لترجمة المشهد معنا.
(أثناء حديثهم
يدخل علاء فرغلي ومعه عالم الآثار المصري د/ سالم الرفاعي، وبعد ترحيب ياسين
والعربي به، جاءهم اتصال هاتفي من محي الدين)
محي الدين: وصلتم
لفين في التحقيقات يا بني؟؟
ياسين: مع احترامي
الكامل لسيادتك أتمني أن تعطينا فرصة لجمع المعلومات وتحليلها،
كيف أخبرك بأخر
التطورات ولم يمضي علي حديثي مع سيادتك سوي ساعة واحدة فقط.
محي الدين(بعصبية):
كيف تتحدث معي هكذا؟؟
أمامك 24 ساعة
فقط لإحضار الجناة إلي، وإلا ستودع مهنتك للأبد..(ثم يغلق الخط)
ياسين(يغلق سماعة
الهاتف بعصبية، ثم يجري اتصال من خلال هاتفه المحمول باللواء ياسر سليمان):
سيادة اللواء من
فضلك أخبر اللواء محي الدين أني سأستقيل غدا؛ لكن أتمني أن تبلغه أن غداً سيجد أمامه
ضحيتين جديدتين،وإذا حدث ذلك لا تطلب مني العودة مجدداً.
سليمان(يحاول تهدئة
ياسين): أهدئ يا بني، أنا سأتحدث مع محي الدين وسأخبره آلا يتحدث معك من الآن فصاعداً، لا تؤاخذه يا بني
آلا تعلم أن جميعنا مضغوطين بسبب تلك الحادثة ولا ندري ماذا نقول أو ماذا نفعل.
ياسين: مع احترامي
الكامل لسيادتك أنا لن أتراجع عن قراري، واستقالتي ستكون علي مكتبك بعد 10 دقائق.
(يغلق ياسين الخط
بعدما فشل سليمان في إقناعه، في حين بهت وجه العربي وفرغلي)
العربي: لماذا
أغرقت السفن فجاءه يا ياسين؟؟
ياسين(يرمق العربي
بنظرة غضب): أسكت يا عربي، أنا طيلة حياتي لم يعاملني أحد بتلك الطريقة المستفزة،
علي العموم لا
تقلق سيعتذر مني هذا الشخص قريباً عندما يري بنفسه أن ما أخبرته به سيتحقق في القريب
العاجل.
العربي: آلا زلت
تعتقد أن هناك حادثة أخري؟؟
ياسين: لا داعي
لإقناعك الآن، أنت فقط ركز في تحليل الأدلة وابدأ بكلمة AUR،
أعتقد أن لها علاقة بالنيل أيضاً.
سالم الرفاعي(يقطع
حديثهم): بالطبع لها علاقة بالنيل، أولًا: أسف علي مقاطعة حديثكم، ثانيًا: أنا أتفق
معك في كل تكهناتك، وأتمنى أن تتراجع عن استقالتك؛ لأن من وجهة نظري
أنت أصلح محقق يتولي هذه القضية الشائكة.
فرغلي(بتعجب يوجه
حديثه للرفاعي): كيف كونت فكرتك عن القضية، وعن ياسين بهذه السرعة؟؟
الرفاعي: لسبب
بسيط جداً، مسرح الجريمة فيه علامات استفهام كثيرة تفوق قدرة القاتل العادي، أما بالنسبة للمحقق
ياسين فتكهناته بشأن وجود ضحايا آخرين في القريب العاجل مع الأسف صحيح بنسبة كبيرة؛ لأن الشكل العام
للأحداث ينبأ بوجود كارثة تنتظرنا علي الأبواب، وأكبر دليل علي ذكائه هو توقعه أن كلمة
AUR لها علاقة بالنيل، وتوقعه في محله.
ياسين(يخاطب الرفاعي):
شكرا علي المدح؛ لكن لا داعي للقلق؛ فالمديرية لا تخلو من العباقرة، وأولهم حسام العربي، وأنا علي يقين
بأنه قادر علي إنهاء القضية في أسرع وقت؛ لكن أخبرني ماذا تعني كلمة AUR بالتحديد؟؟
الرفاعي: AUR تعني اللون الأسود، وكان الفراعنة يطلقون كلمة AUR علي نهر النيل؛ لأن اللون الأسود
بالنسبة لهم كان دليل علي كمية طمي النيل ذات اللون الأسود الداكن علي ضفتي النهر.
العربي: إذن القضية
كلها بتصب في نهر النيل.
ياسين: معك حق،
نهر النيل هو بيت القصيد، ومفتاح حل لغز القضية.
(ليل خارجي_أحد المطاعم الفاخرة علي النيل، سليمان
يقتحم طاولة محي الدين ويجلس أمامه بدون استئذان)
محي الدين(لا يزال
يتناول طعامه، ثم يترك ما بيده، وينظر بهدوء لسليمان): هل اشتكاني لك ابنك المدلل.
سليمان: يا ليت
كل الأبناء في مصر مثله؛ لكن هذا ليس موضوعنا، أتعلم لولا أنك صديق دفعتي كنت تصرفت
معك تصرف أخر تمامًا.
محي الدين: أتهددني
من أجل ضابط فاشل.
سليمان: فاشل!!
ألم تسمع قط عن يوسف ياسين، أم أنك تتعمد مضايقته؟؟
محي الدين(بضحكة
مريبة): بينجو.. أنا حقاً أتعمد مضايقته؛ ولأنك لم تحضر فرح ابنتي فلا تعلم أن ضابطك
المدلل هو زوج ابنتي.
سليمان(بدهشه):
أنت تمزح الآن أليس كذلك؟؟
محي الدين(يرجع
ظهره للخلف): آلم يخبرك يوسف بذلك؟؟ إذن معك حق تحبه، في تلك النقطة
أنا أعترف انه شخص نزيه لم يستغل علاقته بي لجذب انتباهك له.
سليمان: أنا الآن
احترت في أمرك أكثر، طالما يوسف زوج ابنتك؛ فلماذا إذن لازلت تعامله بتلك الطريقة المستفزة.
محي الدين: لأنه
ترك أبنتي وحفيدي وذهب لأخر الدنيا بحجة حمايتهم.
سليمان: إذن فقد
كانت مهمتك الأولي والأخيرة هي إرساله لابنتك في القاهرة، آلا تعتقد أنك
بذلك تضحي بأمن مصر القومي من أجل مصلحتك الشخصية.
محي الدين: لا
داعي لكل تلك المبالغة يا سليمان، لا تخبرني أن مصر كلها لا يوجد فيها ضابط كفء غير
يوسف.
سليمان: المسألة
ليست بتلك البساطة، من الواضح من كلامك أنك لا تعرف قدرات يوسف، ولا مهاراته البدنية
والعقلية، آلا تعرف أن مستوي ذكائه تخطي كل معايير الــIQ،
علي العموم ما أردته حصل بالفعل، يوسف قدم استقالته اليوم.
محي الدين(بصدمة):
قدم استقالته!! وكيف تسمح له بذلك، آلا تدرك أن القضية لا تحتمل أي منازعات داخلية.
سليمان: كان يجب
أن تفكر في كل هذا قبل أن تفقده أعصابه.
محي الدين: إذن
ماذا سنفعل الآن؟؟
سليمان: لقد أخبرني
أن غدا سيترك الجناة ضحيتين جديدتين، وإذا حدث ذلك، لن يعود لمنصبه حتى إذا طلبنا منه
الرجوع.
محي الدين: هل
مضيت علي الاستقالة؟؟
سليمان: لا طبعًا.
محي الدين: لا
داعي للقلق إذن؛ لأن وفقاً للأوراق الرسمية فهو لا يزال ضابطاً في المديرية حتى الآن.
(نهار خارجي-طريق
الكباش، العربي يتحدث مع ياسين هاتفيا)
العربي(يكاد يربط
الكلمات ببعضها): ياسين أترك ما بيدك الآن وتعال فوراً.
ياسين: ماذا حدث،
أهدئ وأخبرني هل حدث كما توقعت؟؟
العربي: للأسف
حدث أبشع مما توقعت، ياسين لا أستطيع وصف المشهد حقاً.. سأنتظرك، سلام.
(بعد مرور نصف
ساعة جاء ياسين، والمكان يعج بالمدرعات ومحاصر بقوات الآمن لمنع الصحفيين،
وكلما أقترب أكثر
أصابته الرهبة أكثر؛ فأقبل عليه العربي مسرعاً ليستقبله)
العربي: أرأيت
بنفسك، ماذا لو تسرب هذا المشهد للإعلام؛ ستصبح كارثة بكل المقاييس.
ياسين: لماذا لا
تصدقوني حتى الآن.. يجب آلا نمنع نشر هذا المشهد،
بالعكس ما يحدث
اليوم وبالأمس هو عبارة عن عمل إرهابي وتخريبي؛ لكن الأمر المحير حقاً هو لماذا ترك
اليوم 3 جثث؟؟ ولماذا قتل الأسد معهم؟؟ أيعقل أنه أنهي جرائمه بهذه السرعة، أم أنه
سيبدأ مذبحة من نوع أخر غداً؟؟؟
*****
(نهار خارجي-طريق
الكباش)
العربي: هل تعتقد حقاً أنه أنهي جرائمه أم أنها مجرد خدعة؟
ياسين: لا هذا
ولا ذاك، هو فقط يريد العبث معنا وتشتيت تركيزنا.
العربي: أنا كلمت
كل مكان فيه حيوانات في مصر، حتى رجال الأعمال وتجار المخدرات المهتمين بتربية الأسود والحيوانات المفترسة؛ لكن لم يبلغ أحداً
عن اختفاء أسد بنفس مواصفات الأسد المذبوح هذا، حتى حديقة الحيوان
في الجيزة أكدت أن كل الأسود موجودة عندها حتى الأشبال.
ياسين: لا تتعب
نفسك يا عربي، هذا الأسد وارد من الخارج.
العربي: وارد من
الخارج!! أتقصد أنه أسد متهرب من برا مصر؟؟ أنا أسمع عن تهريب الأطفال والبشر لبيعهم
لتجار الأعضاء؛ لكن أول مرة أسمع عن تهريب الحيوانات.
ياسين: لا لم أقصد
ذلك، أنا أعني أن الأسد في تلك القضية ليس ضحية فحسب؛ لكنه دليل قوي
علي أن الحادثتين أكبر من كونهم جرائم قتل عادية.. استدعي اللواء
محي واللواء سليمان، وكلم اللواء سليمان كي يستدعي اللواء صبري، وأنا سأتحدث مع
د.فرغلي، و د.سالم وسأدعوهم لمكتبي في المديرية وسأنتظركم هناك.
(نهار داخلي-غرفة الاجتماعات الرسمية بمديرية أمن
الأقصر)
سليمان: أنا رفضت
استقالتك يا ياسين، وهذا القرار جاء من اللواء صبري شخصياً.
صبري: بالفعل،
أنا من أصدرت قرار توليك زمام القضية؛ لأن وفقاً لما وردني أن كل توقعاتك في محلها.
ياسين(يخاطب سليمان
وصبري): هذا من دواعي سروري يافندم، إذن أسمحوا
لي أن أوضح لكم الصورة من البداية.
(يقف ياسين أمام شاشة إلكترونية كبيرة تتحرك بياناتها
باللمس، ثم يبدأ في عرض صور مسرح الجريمة والحادثة الأولي والثانية)
ياسين: الآن كما
هو موضح؛ فالجريمة الأولي ارتكبها أكثر من شخص؛ لأن خط الدماء
المرسوم وكأنه نهر النيل من بداية طريق الكباش لنهايته، بنفس السُمك وبتلك
الدقة يثبت أن المجرم إما أخذ وقت طويل في رسمه أو في شخص أو أكثر ساعدوه، وبما أن عنصر الوقت
مستبعد فمن المؤكد أن أحدهم رسم الخط معه، و آخرون كتبوا كلمة AUR علي تماثيل الكباش.
محي الدين: إذن
ماذا عن الضحايا، لماذا أختار ضحيتين من أثيوبيا، ولم يختارهم من مصر؟؟
العربي: الغريبة
يا فندم أن الضحيتين لم يدخلوا مصر بشكل رسمي، يعني لا هم لاجئين، ولا هم سياح.
ياسين: وتلك هي
النقطة التي لا يجب علينا إغفالها؛ لأن وفقاً لتحليلي الشخصي أنا علي يقين أن الضحيتين
اختطفوا من أثيوبيا، وبعد فجر الخميس أُلقي بهم أمام الحيوانات المفترسة، وأكبر دليل علي ذلك ما
أكده الطب الشرعي بشأن ساعة الوفاة، أما بالنسبة للدماء المرسومة علي طول طريق الكباش؛ فلا علاقة لها
بالضحايا، رغماً عن كونها من نفس فصيلة دم الضحيتين (AB+)،
إلا أن دماء الخط ليست دماء الضحيتين.
صبري: لكن بناء
علي صورة الخط المرسوم، المجرم علي الأقل كان محتاج 1000 كيس دم لرسم الخط.
العربي: مع الأسف
يافندم لو أخذنا في الحسبان طول الخط البالغ
2700كم، وسُمكه؛ فمن المؤكد أنه أخذ علي الأقل 5000 كيس دم من فصيلة (AB+).
محي الدين: يا
كفرة، 5000 كيس دم!!
ياسين: وهذا أكبر
دليل علي أن الموضوع أكبر بكثير من مجرد جريمة قتل عادية؛ لأن بناء علي تحريتنا
فبنوك الدم في مصر لم تشهد أي نقص في مخزون الدم لديها، معني ذلك أن الجريمة تمت في
مصر؛ لكن كل مقومات الجريمة جاءت من الخارج .. الدم والضحايا، وحتى الحيوانات
المفترسة، وأخيراً الأسد المذبوح في مسرح الجريمة الثانية.
سليمان: هل أتتك
معلومات عن الضحايا الثلاث الجدد؟؟
العربي: لا يافندم
جاري البحث عن هوياتهم.
صبري: ما رأيك
يا ياسين، هل تتوقع أنهم أثيوبيين أيضاً؟؟
ياسين: لا أعتقد
ذلك؛ لكن أقوي احتمال أنهم من دول شاركت أثيوبيا في اتفاقية عنتيبي.
صبري: لماذا تظن
ذلك؟؟
ياسين: لأن كل
شيء فوضوي حتى الآن؛ لكن أقوي رسالة أوضحها المجرمين أن نهر النيل هو محور تلك الجرائم.
فرغلي: أتفق معه
أيضاً يا سيدي؛ فكلمة AUR ،وخط النيل المرسوم وهوية الضحيتين،
كل هذا يؤكد صحة افتراضاتنا، وإذا ثبت فعلياً أن الضحايا الجدد لهم أي علاقة بالدول المشتركة في اتفاقية عنتيبى فحينئذ ستتضح
الصورة أكثر.
(أثناء حديثهم يدخل أحدهم من الباب، ويبدو عليه القلق
ثم يتحدث مع ياسين بهمس، في حين أن كل من بالغرفة أصابهم القلق من تحول
ملامح ياسين، وبعد لحظات غادر الرجل بعد إعطاء ياسين ملف به صور ومستندات)
صبري(يبادر بكسر
حدة القلق): ماذا حدث يا ياسين، لماذا تبدلت ملامحك وشحب وجهك.
ياسين(ينظر لهم
وكأنه لا يستطيع إيجاد مقدمة لحديثه): الآن فقط يتوجب علينا أن نشرك العالم أجمع في
تحقيقاتنا؛ لأن من الواضح أن هناك أجهزة مخابرات تعبث معنا.
صبري(يعتدل في
جلسته، وينظر لياسين بجدية): لا أحد يجرؤ علي العبث معنا يا بني .. أخبرني ماذا حدث.
ياسين: الضحايا
الجدد هم أمين دادا، وتيودور بيزيمونكو، ومباكا جون، والأول من أوغندا والثاني من رواندا، أما الأخير بقي
فجنسيته….
(وقبل أن يكمل
ياسين جملته قاطعه العربي وقال): الأخير من تنزانيا، أليس كذلك؟؟
ياسين(وهو يهز
رأسه موافقاً): بالفعل الأخير من تنزانيا، وكل افتراضاتنا-مع الأسف-صحيحة.
محي الدين: أتريدون
القول أن الضحيتين بالأمس كانوا من أثيوبيا، وضحايا اليوم من باقي الدول التي وقعت
مع أثيوبيا اتفاقية عنتيبي، معني ذلك أن كل المتورطين في مفاوضات سد النهضة سيُقتلون في مصر؟؟
هل هذا يشمل أيضاً
المؤسسات الدولية التي تجاهلت طلب مصر للتحكيم في مفاوضات سد النهضة؟؟
ياسين: لهذا السبب
بالتحديد أريد نشر تحقيقاتنا أمام الرأي العام العالمي؛ لأنهم ببساطة يريدون تشويه
صورة مصر، واتهامنا بارتكاب تلك الجرائم بحجة أننا ننتقم منهم بشأن أزمة السد.
سليمان: أذن سأجري
اتصالاتي بوسائل الإعلام وسأطلب منهم الحضور
(وقبل أن يجري
اتصالاته جاءه اتصال من وزير الداخلية)
سليمان(يستمع ثم
يقفز من كرسيه متجهاً راكضاً إلي طريق الكباش): تمام يافندم، أنا سأذهب علي الفور إلي
هناك..
(في تلك الأثناء ذهب كل من بالغرفة خلف سليمان، حتى
وصلوا لمسرح الجريمة)
صبري(بعصبية):
أخبروني من سمح لهذا المنطاد أن يطير هكذا.
ياسين: المسألة
ليست في طيران المنطاد
(ثم يوجه نظره
للعربي): عربي صور هذا المشهد جيداً، ولا تخاف مما سيحدث لاحقاً ركز في تصوير المشهد
بكل تفاصيله.
العربي(ينفذ ما
طلبه وهو مضطرب): لماذا أخبرتني بألا أخاف؟؟
ياسين: لأن المجرمون
سيسقطون قنبلة من هذا المنطاد.
العربي(يتراجع
للخلف): إذن يجب علينا أن نذهب بعيداً، أتريد قتلنا!!
ياسين: ليست قنبلة
بالمعني الحرفي، أعني أنهم علي وشك مفاجأتنا بهدية صادمة،
أعتقد أنهم سيستغلون
إبعادنا لوسائل الإعلام والأقمار الصناعية عن المنطقة من أجل اللعب بأعصابنا كما يشاءون.
(وفي تلك الأثناء
خرجت مجموعة من البالونات من المنطاد، في 3 مجموعات، كل مجموعة منهم مرسوم عليها علم
دولة من الدول الثلاث-أوغندا ورواندا وتنزانيا-وحلق المنطاد فوق طريق الكباش مباشرة)
ياسين(يصرخ في
الجميع): تراجعوا للخلف بسرعة.. عربي، عربي استمر في التصوير لا تغلق الفيديو.
(وأثناء تراجعهم
للخلف سقطت مجموعات البالونات الثلاث تباعاً بداية من طريق الكباش لنهايته، وبعد سقوطها انفجرت، وأغرقت كل الطريق والتماثيل بالدماء)
*****
(نهار خارجي- طريق
الكباش)
ياسين(جلس علي
ركبتيه ووضع يده فوق رأسه، ثم ضحك بهستريا وبدأ يصفق وكأنه معجب بما حدث، ثم هدأ ونظر
بغيظ للمنطاد): أتريدون سماع الخبر السعيد أولاً أم السيئ؟؟
صبري: هل هناك
أي أخبار سعيدة يا بني وسط كل تلك الفوضى؟؟
ياسين(يخاطب صبري،
والعربي): في هذا الوقت بالأمس أنا قلت تلك الجملة بالضبط للعربي.
سليمان: أخبرنا
بالخبر الجيد أولاً يا بني.
ياسين: الخبر الجيد
أننا صورنا المشهد وباستطاعتنا حشد الرأي العام العالمي لجانبنا لحين انتهاء التحقيقات
.. هل سجلت المشهد بأكمله يا عربي؟؟
العربي: لا تقلق
لقد سجلته من البداية للنهاية؛ لكن ماذا عن الخبر السيئ؟؟
ياسين: لقد اختفت
كل الأدلة في مسرح الجريمة الأولي والثانية؛ لكن الأسوأ من ذلك مسألة البالونات المحملة
بالدماء تلك.. يجب أولاً أن نبدأ بحل هذا اللغز ونعرف من أين يأتون بكل كميات الدم
هذه.
(مكتب التحقيقات بمديرية أمن الأقصر)
سليمان: الإعلام
عرض الفيديو، ورد الفعل العالمي علي الأحداث جيد إلي حد ما؛ لكن ما يقلقني حقاً أن
تنقلب الأمور عكسياً؛ فأنا أخشي أن يعتبرنا العالم غير قادرين علي
معالجة الأمور وحل القضايا كما ينبغي.
ياسين: وهل تلك
القضية كباقي القضايا سيادتك؟؟ الأمور معقدة جداً يافندم.
(العربي يدخل مسرعاً
وكأنه وجد مفتاح مغارة علي بابا)
العربي: أبشروا
.. وجدنا طرف الخيط.
ياسين: خير يا
وش السعد.
العربي: في خبر
انتشر اليوم عن ممرضين في أكثر من مستشفي في الكونغو طلبوا من أهالي المرضي التبرع
بالدم من أجل ذويهم المصابين؛ لكن أغلب المرضي والجرحى لم يعانوا من أي نقص في معدلات
الهيموجلوبين وحالاتهم لم تستدعي أي نقل دم.
سليمان: معني ذلك
أن الدم الموجود في مسرح الجريمة الأولي والبالونات التي انفجرت كانت من الكونغو وحدها؟؟
ياسين: من الممكن
أن تكون تلك الفرضية صحيحة، لذا سيتوجب علي أحدنا الذهاب للكونغو لمتابعة سير التحقيقات
.. عربي من فضلك بلغ الضابط إسلام عوني كي يستعد للسفر معي علي أول طيارة للكونغو اليوم.
سليمان: لماذا
اخترت عوني بالتحديد يا ياسين؟؟
ياسين: لأن لغته
الفرنسية جيدة جداً، ولا تنسي سيادتك أن التحقيقات يجب أن تسير في سرية تامة؛ لذا لا
نستطيع الوثوق في أي مترجم أخر، وقبل هذا وذاك لا تنسي أن عوني ضابط مُحنك سيستطيع
التلاعب مع هؤلاء المخادعين وسيأخذ منهم كل المعلومات اللازمة.
(مطار كينشاسا إن دجيلي)
ياسين: هل تلك
زيارتك الأولي للكونغو يا عوني؟؟
عوني: بلي؛ لكن
هل تعتقد حقاً أن الممرضين لهم صلة بما يحدث في الأقصر؟
ياسين: أتمني ذلك،
فهذا هو طرف الخيط الوحيد الذي عثرنا عليه حتى الآن.
عوني: لا تقلق
سأفعل كل ما بوسعي وأكثر لأحصل علي المعلومات التي تريدها.
(غرفة التحقيقات في سجن ندولو العسكري بكينشاسا)
عوني(يوجه حديثه لأحد الممرضين الموجودين بغرفة التحقيقات):
من طلب منك أن تطلب من أهالي المرضي التبرع بدمائهم؟؟
أحد المتهمين:
لا أحد، أنا فقط كنت أخذ تلك الدماء من أجل بيعها.
عوني: حسناً..
أخبرني أذن لمن تبيع كل تلك الدماء.
المتهم: أخبرتهم
من قبل يا سيدي، هناك من طلب مني ومن زملائي أعطائه كل تلك الدماء بشرط آلا نخبر أحد
عن شخصيته.
عوني: لكننا علمنا
بالفعل من هو؛ لكن إصرارك في عدم كشف هويته حتى الآن يعني التستر علي مجرم، لا اعرف
كيف سيحاكمونكم هنا في الكونغو؛ لكن لا أعتقد أن الكونغو ستقف أمام العالم أجمع من
أجل حماية حفنة من مصاصين الدماء مثلكم لا قيمة لهم.
المتهم: حسناً،
سأخبرك يا سيدي بكل ما أعرفه عن هذا الشخص.
عوني: في هذه الحالة سـأوجه خطاب شكر للحكومة بالكونغو وسأطلب منهم تخفيف الحكم عنكم؛ لكن بشرط أن تخبرني الحقيقة كاملة ولا تنسي أي تفصيلة مهما كانت تافهة بالنسبة لك.
المتهم: حسناً
يا سيدي، حدث ذك منذ 3 شهور تقريباً، كنا وقتها نحتفل بعيد ميلاد أحد أصدقائنا، وكل
طاقم التمريض كان موجود في الحفلة،
ثم دخل الغرفة
شخص يشبه أبطال برامج المصارعة الأمريكية، في البداية كنا نظنه أحداً من أقارب الشخصيات
الهامة بالمستشفي؛ لكنه هددنا إذا لم نحضر له 500 كيس دم كل أسبوع
سيخبر مدير المستشفي بكل التجاوزات والأخطاء التي ارتكبناها، لا أعلم يا سيدي من أين حصل علي صور ومقاطع فيديو ومستندات تدين كل واحد فينا؛
لكننا وقتها لم نقلق بشأن هذا، كل ما كان يقلقنا حقاً هو الحفاظ علي وظائفنا
يا سيدي؛ لهذا أنصعنا لأوامره ونفذنا طلباته بالحرف الواحد
ومنذ 3 شهور ونحن نرسل له أكياس الدماء بالكمية التي طلبها.
عوني: أخبرني أكثر
عن مواصفاته.
المتهم: أصلع وطويل وضخم، يشبه إلي حد كبير الممثل
في فيلم “فاست اند فوريوس”، اسمه في الفيلم كان ديكارد شو وكان بيضرب البطل
في أخر الفيلم، وقبضوا عليه في الأخر ودخل السجن.
عوني(يبحث علي
هاتفه ويظهر صورة الممثل جيسون ستاثام): أيشبه هذا الشخص؟؟
المتهم: هذا هو،
من تحدث معنا يشبه هذا الممثل جدا.
(عوني وياسين يتحدثان في الطائرة المتجهة من كينشاسا
للقاهرة)
عوني(مازحاً):
هل تعتقد أن جيسون ستاثام له علاقة بما يحدث في مصر؟؟
ياسين(ينظر لعوني
ويكمل المزاح): ربما، هل تعتقد أن روسيا أخفت رؤوس نووية في الأقصر وكل طاقم الفيلم
جاء لحماية العالم من خطر الحرب النووية التي ستشنها مصر علي كوكب الأرض؟؟
(أثناء تحدثهم
يقف فجاءه 6 مسلحون ويصوبون أسلحتهم تجاه باقي الركاب)
عوني: هل غيرت
القناة؟؟ هل انتهي فيلم فاست وبدأ مسلسل ناجي عطا الله؟؟
ياسين(يبتسم):
يبدو ذلك؛ لكن لا أعرف لماذا ينتابني تفاؤل عجيب بأن ما يحدث الآن له علاقة بقضيتنا،
وربما سنستطيع حل كل ألغاز القضية قبل عودتنا للقاهرة.
عوني(يبدو عليه
الحيرة): كيف يعني؟؟ هل خطف الطائرة مرتبط بتحقيقاتنا في الكونغو؟؟
(ياسين قبل أن
يكمل حديثه يقترب منه أحد المسلحين ويعطيه رسالة)
ياسين(ينظر لعوني
بابتسامة نصر): ألم أخبرك بأننا سنحل القضية قبل وصولنا لمصر.
عوني(بدهشة): ماذا
حدث؟؟ من أرسل هذه الرسالة؟؟
ياسين: “ألفا”.
عربي: ألفا!! أتقصد
….
ياسين(يقاطع حديث
عوني): هو بذاته .. (يتنفس الصعداء ثم يكمل حديثه) الآن أتضح كل شيء أخييرًا.
*****
(مقر المخابرات
المصرية بالأقصر)
اللواء صبري(يوجه
حديثه للواء سليمان): متى تواصلت مع ياسين وعربي أخر مرة؟؟
سليمان: قبل صعودهم
للطائرة المتجهة للقاهرة.. لماذا تسأل عنهما؟؟؟
صبري: الطائرة
اختطفت.
سليمان: اختطفت!!
من فعلها؟؟ وهل هناك أي أخبار عن أولادنا؟؟
صبري: لا، حتى
الآن لا يوجد أي جهة أعلنت مسئوليتها عن الحادثة، الأسوأ من ذلك
أن الطائرة كانت تخلو من المصريين عدا ياسين وعوني فقط، وطبعاً لا نستطيع
الكشف عن هوياتهم في الإعلام لأن زيارتهم للكونغو كانت سرية.
(عربي يدخل الغرفة
مسرعاً، وهو يتحدث في الهاتف بملامح يسيطر عليها الرعب)
عربي(يعطي الهاتف
لصبري): هذا المختل يريد التحدث معك بشكل شخصي يا سيدي، ويقول أن ياسين
وعوني متورطين في مذبحة الكباش.
صبري(يأخذ الهاتف
من عوني، ويخاطب المتحدث): أنا صلاح صبري، من أنت؟؟
المتحدث: ستعرفني
لاحقاً بكل تأكيد؛ لكن خبرني أولاً كيف ستخرج من المأزق الذي وضعتك فيه؟؟
صبري: سنخرج منه
بكل تأكيد؛ لكن أخبرني أنت لماذا أخذت ياسين وعوني رهينة؟؟
هل تخشي أن يصلوا
إليك ويخبروا العالم بأفعالك الوحشية؟؟
المتحدث: هل تعتقد
أني بتلك السذاجة؟؟ أنا أخذت ياسين وعوني لإنقاذ العالم من شرورهم.... أنظر لوكالات الأنباء
العالمية كيف ينظرون الآن لتماثيل العدالة خاصتك.
(يغلق المتحدث
الخط، ويهرول صبري تجاه شاشة التلفزيون الكبيرة في الغرفة ليفتحها، وبعد لحظات وقف
الجميع في حالة صدمة بعد أن أعلنت وسائل الإعلام العالمية أن محققان هاربان من مصر
تسببوا في مقتل 5 أشخاص من دول حوض النيل المشاركة في اتفاقية عنتيبي)
صبري(يقذف الهاتف
باتجاه شاشة التلفزيون، وينظر لسليمان والعربي): أجمعوا لي الصحفيين، وتواصلوا مع كل
مقار وكالات الأنباء العالمية في مصر، وأحضروهم جميعاً بعد ساعة من الآن.
(صبري يجلس علي
رأس طاولة المؤتمر الصحفي وعلي يمينه سليمان وعلي يساره محي الدين)
صبري: في البداية
نوّد أن نشكركم علي تلبية دعوتنا، وطبعاً أغلبكم متخيل أن سبب المؤتمر هو نفي الإشاعات
المغرضة التي أذاعتها وكالات الأنباء منذ قليل؛ لكن السبب الحقيقي
من المؤتمر هو توضيح مُلابسات قضية مذبحة الكباش؛ لهذا يجب إعلامكم
جميعاً أن المحقق يوسف ياسين والضابط إسلام عوني ذهبوا للكونغو للتحقيق في قضية مذبحة
الكباش؛ لكن طائرتهم اختطفت، ونعتقد أن خطف الطائرة كان وسيلة لتشتيت الرأي العام العالمي
عن المجرم الحقيقي؛ لكن لحسن الحظ أخبرنا المحقق ياسين قبل صعوده للطائرة عن مواصفات الشخص الذي
طلب من الممرضين أكياس دم من فصائل مختلفة.
أحد الصحفيين:
إذن هل أخبركم المحقق من هو المجرم الحقيقي ؟؟
صبري: للأسف المجرم
الحقيقي هو من اختطف ياسين وعوني؛ لكننا سنأتي بهذا المختل وسننقذ أولادنا في أقل من
24 ساعة، وغداً في نفس الموعد سيخبركم عوني وياسين بكل التفاصيل، والآن أسمحوا لنا
للقيام بعملنا،
ونرجو آلا تأخذون
أخبار عن بلدنا مجدداً من الأعداء والإرهابيين.
(صحراء كالاهاري
في بوتسوانا)
عوني(معصوب العينين):
ياسين.. ياسين أنت هنا؟؟
ياسين(وهو يحاول
تحرير يديه من الحبل خلف ظهره): أنا هنا يا عوني، لا تخف ساعة زمن بالكتير وهنكون في
أمان.
عوني: كيف سيحدث
ذلك، هل حررت نفسك؟؟
ياسين: ليس بعد؛
لكن أقترب قليلاً وسأخبرك بالخطة.
(في تلك الأثناء
دخل مجموعة من الرجال المسلحين المُلثمين، وحرروا ياسين وعوني)
أحد الملثمين(يلقي
التحية علي عوني وياسين): هل أنتم بخير يا أبطال؟؟
عوني(ينظر لياسين
ويقول مازحاً): أبطال!! هل حررت القدس وأنا معصوب العينين؟؟
ياسين(بجدية):
لا وقت للمزاح.. استعد للاشتباك ولا تنسي أن هدفنا لديه وشم جمجمة علي كتفه الأيمن.
عوني: هل تقصد
ألفا؟؟
ياسين: بالضبط،
واحذروا لأنه أخذ احتياطاته وأجبر كل رجاله علي رسم نفس الوشم.
عوني(بعصبية):
هل تمزح معنا!! إذن كيف سنتعرف عليه؟؟
ياسين: الأمر بسيط
جداً، سنستخدم جهاز قطع الاتصالات للتشويش علي إشارات الهواتف والإنترنت.
عوني: الآن فهمت،
هل تقصد أن نحاصره كي يُجبر علي الخروج بنفسه إلينا؟؟
(أثناء حديثهم
يدخل رجلان أحدهما لديه نفس ملامح جيسون ستاثام، والأخر يشبه آلين ريكمان)
ياسين: أخيراً
استطعنا رؤية ألفا وجهاً لوجه.
يجيبه من يبدو
كجيسون: إذن ما رأيك، هل أبدو وسيماً؟؟ ..
يصمت ياسين ولا
يرد عليه، ثم يكمل شبيه جيسون حديثه: صمتك يدل علي دهشتك..
هل كنت تتوقع أن
تري وحشاً كما لقبتموني؟؟
ياسين(بسخرية):
أتريد سماع باقي الألقاب؟؟
شبيه جيسون: لا
داعي؛ فأنا أعلمهم جميعا، أولهم كان سفاح ثم وحش ثم مختل وتقريباً سميتم شرير فيلم مافيا الجزار لتصفوني
أنا، أليس كذلك؟؟
ياسين(بضحكة غامضة):
أغلب افتراضاتك صحيحة؛ لكن ما دخلك أنت بالألقاب التي أطلقناها علي ألفا؟؟ دعّ ألفا بنفسه
يتحدث عن انجازاته.
شبيه جيسون(بارتباك):
ربما ستقتنع بهويتي بعد إرسالك أنت وأصدقائك للعالم السفلي.
ياسين(يقترب من
الرجل شبيه ريكمان): هل تعتقد أني لن أتعرف عليك يا ألفا؟؟
ألفا: يا له من
مشهد مبتذل، البطل فيه يتباهي بذكائه أمام الشرير، هل يخبرك عقلك الصغير الآن أنك ستنجو
و سنعود جميعاً لمصر وكأن شيئاً لم يكن؟؟
ياسين: ربما سنعود
في تابوت؛ لكني أؤكد لك أنك ستعود معنا سواء رجعنا أحياء أو أموات.
ألفا: ومن أخبرك
أني لا أرغب في العودة معكم لمصر؟؟
ياسين(وكأن جهاز
التشويش شوشر علي أفكاره): ماذا تعني؟؟
ألفا: أعني أني
سأعود معكم لمصر؛ لإنهاء أعمالي الناقصة.
(الأقصر-قبل المؤتمر
الصحفي بساعة)
ياسين: جملته الأخيرة
معي في بوتسوانا لا تبشر بالخير.
صبري: هل تقصد
أنه يخطط لعملية جديدة؟؟
سليمان: لا تقلق..
المؤتمر الصحفي مؤمن بالكامل، ولن يستطيع الإقدام علي أي خطوة أمام وسائل الإعلام العالمية.
ياسين: لا أعتقد
أنه سينفذ خطته هنا.. أعتقد أنه سيعود لنقطة البداية.
عربي: أتعني طريق
الكباش؟؟
ياسين: بالفعل،
هذا المختل يتلاعب بنا، يظن أنه وحده من قرأ كتاب فن الحرب.
عوني: ما علاقة
الكتاب بما يحدث.
ياسين: سيستخدم
إستراتيجية”أصنع ضوضاء في الشرق وأهجم من الغرب”؛
لجذب انتباهنا
بالكامل لمكان مختلف عن مكان الهجوم الحقيقي.
عوني: إذن ماذا
نفعل؟؟
ياسين: سنعيد توزيع
أوراق اللعبة.
(المؤتمر الصحفي
بمقر المخابرات المصرية بالأقصر)
ألفا(يخاطب وسائل
الإعلام): هل تعتقدون أني ألفا الحقيقي؟؟ هؤلاء مخادعون خطفوني بالأمس، وعذبوني وأجبروني
علي الاعتراف أني ألفا وأخبروني أن اعترف بأشياء لا أعرف عنها شيء.
ياسين: إذن أنت
تنكر هويتك الحقيقية، دعوني إذن أعرفكم من هو ألفا.
(وقف ياسين وتوجه
لشاشة التلفزيون بالمؤتمر وقام بتشغيل فيديو للمحادثة التي دارت بالأمس في بوتسوانا)
ألفا(يقترب من
ياسين): هل تعتقد أن اللعبة انتهت بحيلتك الصغيرة تلك.. يا عزيزي اللعبة لم تبدأ بعد.
ياسين(ينظر للحضور):
أعتقد أن ألفا لم يفهم بعد أن الحكم أنهي المباراة قبل المؤتمر، والآن دعونا نخبركم
بالصوت والصورة خطة ألفا التي أفسدناها للتو.
(تُظهر الشاشة
عربة كبيرة بها قفص مُحتجز بداخله 5 أشخاص من أصول أفريقية، وعربة أخري فيها
3 نمور، و50 صندوق بداخلهم ما يقرب من 5000 كيس)
ياسين(ينظر للصحفيين
الذين أصابهم الذهول): وبهذا سيستطيع ألفا إقناعكم أن المجرم الحقيقي لا يزال طليق، وأننا بالفعل مخادعون
لأننا أخذنا شخص برئ وأجبرناه علي الاعتراف بجرائم لم يرتكبها، ثم ينظر لألفا:
ألم أخبرك أن اللعبة انتهت.
ألفا: دعنا إذن
نأخذ استراحة ونلتقي بعد حين.
قبل مغادرته للمؤتمر
مع ضباط الأمن أقترب ألفا من ياسين(وقال بهمس): سأنتظرك بعد شهر من الآن في أول مكان
تقابلنا فيه، فكر جيدًا؛ لأن لقاءنا الأول لم يكن في بوتسوانا.
انتظروا القصة الجديدة من مدينة الأشباح .. مقبرة سان لويس
ليست هناك تعليقات