التحذير الأول والأخير
التحذير الأول والأخير
الشخصيات التلقائية العفوية، التي يراها الآخرين -كتاب مفتوح-
هي أكثر شخصية يجب معرفة مفاتيح شخصيتها؛ لأنها تتحول من النقيض للنقيض بدون
مقدمات، طبعًا لا يوجد شخص يتغير فجأة بدون مقدمات أو أسباب منطقية..
لنستمع سويًّا لتلك العبارات قبل أن نبدأ كنوع من
التمهيد لما سأخبركم به لاحقًا.
"يتغير الإنسان لسببين: عندما يتحمل فوق طاقته أو عندما يتأذى أكثر مما يستحق"
"الإنسان الخلوق لا يندم على العطاء، ولا ينتظر المعاملة بالمثل، ولكنه يتألم عندما يكتشف أن عطاءه ذهب لمن لا يستحق"
"القلوب التي تسامح كثيرًا وتصبر طويلًا وتتنازل دومًا، هي القلوب التي إذا قررت الرحيل لن تعود أبدًا"
في العادة لا أحب أن يتهمني الآخرين بشيء لم أفعله أو
يُفسر كلامي بطريقة خاطئة، ويفهمه على هواه، ولكني وجدت البشر تفعل ذلك بالفطرة؛
فتركتهم يسيؤون الظن.
وكنت معتادة على ترك الناس يتعرفون عليّ ليفهموني مع الوقت؛ فأنا لا أحب شرح نفسي كثيرًا لأني مؤمنة أن القلوب السوية قادرة على قراءة قلوب البشر من خلال تصرفاتهم، بالإضافة لسبب آخر أكثر أهمية، وهو أن الوقت عنصر مهم جدًا في علاقاتي مع الآخرين؛ فكلما مضيت وقت أكثر مع شخص ما أستطيع تقبل أخطاءه وأتعامل معه كالطفل الذي يستحق الاعتناء به ومسامحته؛ لذا لا توجد صديقة تصل لمرتبة أمل مجدي ولا ياسمين الليثي في قلبي لأنهن صديقات دربي لأكثر من 18 سنة، بالنسبة لي لا توجد علاقة أقوى من علاقة توطدت مع الوقت وزادت قوة بوقوفهم معي في كل لحظاتي العصيبة.
ولكن,,,
اصطدمت بواقع مؤلم للغاية، القلوب السوية أصبحت مريضة
لدرجة لا يستطيعون فيها التفرقة بين الشخص السوي والشخص الخبيث.
ومن عشت معهم سنوات حياتي بأكملها، والذين ادعوا محبتهم
لي على مرّ السنون كانوا هم أكثر من جرحني، ولكني اعتدت على الصدمات، ولدي -بفضل
الله- مناعة فولاذية تجعلني أنسى وأرمي الماضي كأنه لم يكُ، ولكن ما لا أستطيع
تحمله هو "أن يعالجوا أنفسهم عن طريق إقناع الآخرين وإقناع أنفسهم أنهم ضحية
وإني السبب في كل ما حدث وصار"..
جعلني أكره جميع الرجال، ورفضت مصارحته بما فيه رفقًا
به، وفي النهاية قال عني: "هبه جعلتني أكره كل نساء العالم".
تنازلت من أجلها كثيرًا وخسرت ماضيّ وحاضري ومستقبلي
بسببها -لا أحسب الخسائر المادية؛ فالمال لا يُقارن أبدًا بالوجع الذي تعرضت له- وكدت
أفقد أمي بسببها، وأصابتني نكسات صحية، وفي الآخرلا اتصلت وكأن لم يحدث شيئًا،
وقالت: "نسيتي صوتي يا هبه".
هؤلاء البشر مصنوعين من إيه أخبروني؟؟
ما استفزني أكثر هو إني حذرت الجميع، لم أتركهم يبحثون
في كتالوج شخصيتي ويضيعوا فيه، قلت لهم لا تجبروني بأفعالكم ع الرحيل، أنا مش
بتعامل مع من كتبت شهادة وفاتهم بيدي.. يا من تقرأ سطوري أحذرك من الآن والله شاهد
على كلامي هذا، في تلك الأيام المباركة، لا تعطِ لأي شخص فرصة ثانية؛ فمن يحبك
حقًا ويخاف على زعلك لن يجرؤ على جرحك مرتين.
بصوا بقى عشان أنا قررت أبرأ ضميري منهم، ومن كل البشر
قصاد ربنا، الكلمات التالية للجميع بلا استثناء؛ فلا أحد في الكوكب اللعين هذا يستحق
الشفقة أو المغفرة بعد الآن.
1-لو كنت هتعالج نفسك وتوهمها إني ظلمتك وإني قاسية؛
فمبارك عليك أفكارك، أيّ فكرة عايز تقنع نفسك بيها عشان تريح ضميرك ومتحسش بالذنب من
ناحيتي أنا معاك فيها، طالما طريقتك دي هتخليك تنام قرير العين، ولكن لا تبيع
أوهامك لي؛ لأن في اللحظة اللي هتواجهني فيها بأفكارك دي هخليك تكره نفسك وتحتقرها
ومش هتنفع معاك أيّ حيل نفسية تنقذك من عذاب الضمير؛ فأبعدوا عني أحسن لكم، أنا
ربنا وحده هو اللي مصبرني عليكوا.
ثانيًا: أيّ مُصلح اجتماعي أو فاعل خير أو واعظ حابب
يرجع الأمور لمجاريها، واللي إتكسر يتصلح، وأنتوا ملكوش غير بعض، والكلام الحمصي
ده له مني نفس الجرعة اللي هيأخدها الإخوة المرضى النفسيين اللي فوق، طالما متعرفش
كل اللي حصل، طالما متعرفش أن كل الخير اللي عملته إتقلب شر، طالما ممرتش بكل اللي
أنا شفته وعانيته منهم، ولسه بعاني منه لحد دلوقتي يبقى خليك بعيد أنت كمان أحسن؛
فأنا خبيرة في كسر قلوب الناس أكثر من كسبها.
ثالثًا: أنا مش بزعل حد؛ لأني معنديش وقت أعمل صراعات مع
البشر، ولو حصل مرة وزعلت حد مبيعديش عليا 3 أيام وبكون صالحته، حتى لو كنت مقتنعة
إني مغلطتش ف حقه بس هو كان مجنون وقتها وحد مزعله فافتعل خناقة، أو عنده عقدة من
صغره أن أي حد يقوله كلمة جزر مثلًا يبقى بيشتمه ويهينه، يعني من الآخر أنا صبورة
لأقصى حد ومش بيهون عليا الأيام الحلوة والعيش والملح، بس وقت أما بجيب أخري ولا
بيفرق معايا لا عشرة ولا عيش ولا حلاوة، بمسحهم ولا كأنهم مروا في حياتي أصلًا.
رابعًا: محدش يجبر حظه معايا، أنت عصبي ع عيني وع رأسي أنا بحب العصبيين، بس مش معنى أن اللي قدامك مستحمل عصبيتك يبقى تتمادي فيها، الهادي
اللي أنت فاكره كيوت ده موجة غضب واحدة منه هتخليك تدور على العصبيين بشمعة عشان
ينقذوك من جنانه.
أخيرًا: مش كل الطيبين ملايكة، أوعى تقع ف الفخ ده...
النصيحة الأهم ف المقالة دي هي: "احفظ صوت البشر جيدًا؛ لأن لو صوتهم إتغير في يوم من الأيام إعلم أنهم أصبحوا شخصًا آخر لم تعرفه قط"
يا عزيزي هؤلاء كلما اسودت قلوبهم، وزادت ذنوبهم كلما تبدلت ملامحهم وأصواتهم.
ليست هناك تعليقات