كواليس "اقرأني مرتين"
كواليس "اقرأني مرتين"
"كتاب ينم عن قارئة نهمة، ومثقفة بس ليه اقرأني مرتين افرضي أنا عايز أقرأه ثلاثة أو عشرة أنتي شريكتي؟؟ كتابك جمبي وحاطط جمبه السكينة بحس أنك بتهدديني بعنوانه... بس إيه كمية الاستعراض دي، تعرفي أول مرة أشوف كاتب مغرور وأكون عايز أخنقه بس بردو مش عارف أسيب كتابه ومش عارف أكرهه ولسه بحبه، أنا معلم على صفحات كتير في كتابك عشان بحب أرجع لها كل شوية".....
تلك
الكلمات سمعتها أول أمس من قارئي العزيز «أ. عادل» قابلت قراء مهووسين بالكتب
كثيرًا، ولكني لم أصادف قارئ تجاوز حد الهوس أكثر منه.
"اقرأني
مرتين" كتبته بعد هزة نفسية عنيفة تعرضت لها في آخر عامين قد يتصور البعض إني
كتبته لإعادة الثقة لروحي المُنكسرة، ولكن الحقيقة كانت خلاف ذلك تمامًا...
الأسباب التي دفعتني لكتابته كانت "الهروب، جلد الذات، والبحث عن سبب لأعيش
لأجله"
1-الهروب:
كنت عايزة أهرب من الواقع، من التفكير ولأكون أكثر دقة كنت أتمنى الهروب من نفسي.
2-جلد
الذات: أرحب بأيّ نقد من أيّ بشري -شرط اختياره الألفاظ وطريقته في الكلام- ولكني
أخشى النقد الموجه لي من ذاتي، تلك النفس اللوامة أتمنى وضعها على الصامت لمدة شهر
على الأقل، وبسببها قررت أن أكتب الكتاب لأشغلها عني وأجعلها تلوم البشر على
أخطاءهم وتتركني وشأني قليلًا... شريرة أنا صح؟
3-البحث
عن شيء لأتنفس من أجله: في عزّ لحظات ألمي "الجسدي" لم أفكر قطّ في
الانتحار، كنت أدعو الله بدعوات لا تغضبه مني؛ فمجرد التفكير في الانتحار بعتبره
كبيرة من الكبائر، ولكن في الفترة التي سبقت اقرأني مرتين، كنت أخبر نفسي كل يوم
بشيء واحد فقط "لقد قمت بمهامي كلها، حققت كل ما أتمنى ولا أريد شيء آخر من
الحياة لو مت الآن لن أحزن على أحد بالعكس هذا هو الوقت المناسب لموتي لأني لو عشت
سأحزن أحبائي فلا سبيل من شفائي من غضبي سوى الموت"... وفجأة ألهمني الله
لكتابة "اقرأني مرتين" هل عرفتم الآن لماذا أردد اسمه كثيرًا؟؟ لأنه مُنقذي، حبيبي الذي انتشلني من ظلامي ولهذا السبب أيضًا لا أحب أن يقرأه شخص
بكرهه، أنا غيورة جدًا على الكتاب ده بالذات لأنه بيحمل جزء من روحي ولا أحب أن
يقترب أيّ شخص من حبيبي وروحي إلا لو كان يستحق... والذي نفسي بيده لولا أن الكتاب
ممكن يغير -بكلمة أو جملة- حياة أيّ قارئ كنت أخذت كل النسخ واحتفظت بها لنفسي،
ولكن "خيركم من تعلم العلم وعلمه".
لو كانت
تلك هي الأسباب لماذا إذًا شعر الجميع إني مغرورة في الكتاب حتى أنا نفسي صدقت هذا
واقتنعت إني أصبحت مغرورة بالفعل؟ السبب هو هوايتي في التمويه والتشويش على
مشاعري؛ فلقد فضّلت ظهور صفة الغرور عن ظهور صفاتي الأخرى، بعترف إني وجهت مشاعر
قرائي نحوي بطريقة خاطئة، بالنسبة لي كان ظهوري بشخصية مغرورة أهون عليّ من إظهار
شخصيتي الموجوعة، كراهيتهم لي وشعورهم إني "بستعرض ذكائي" أفضل بكثير من
شعورهم بالشفقة تجاهي أنا بكره هذا الشعور جدًا... أِكرهني كيفما شئت حتى لو وددت
قتلي لن أمانع ولكن لا تقتلني بشفقتك سواء بكلمة أو بنظرة أو بحرف.
ليست هناك تعليقات